إحساس هزني .. نداء استغاثة

إحساس هزني .. نداء استغاثة

لقد هالني ما لامسته من أزمات إنسانية في داخل الأراضي السورية، لا سيما في داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، فيكفي أن تعرف أن الخبز وحليب الأطفال نادر الوجود ومنذ أسابيع طويلة.

لليوم الثاني على التوالي على فتح خط آمن لإيصال المساعدات الإنسانية لأهلنا في مخيمي اليرموك والسبينة؛ توافد المئات منهم، وقد كان حجم المعاناة يفوق التوقعات.

لن أنسى “أم محمد” المرأة السبعينية التي جاءت لتخاطبني بلغتها البسيطة، وهي صائمة، قائلة “والله يا ابني لم أر الخبز منذ شهرين”، لقد أبكتني هذه السيدة وهي تعبر عن حال الكثيرين. هزتني من الأعماق، وأصبحت المسؤولية علينا في حملة الوفاء الأوروبية أكبر، بل قررت أن لا أغادر حتى أتم المهمة ولآخر رغيف خبز تملكه الحملة ضمن قافلة المعونات.

موقف آخر جعلني أشعر بمدى التقصير. سألتني الأم سهام التي وصلت مع أختها من مخيم اليرموك لاستلام الطرود الغذائية، هل يوجد معكم حليب؟ فصفقت فرحًا كونها ستمكن أطفالها من شرب الحليب بعد نفاده منذ أكثر من شهرين.

الحمد لله الذي من علينا بهذا الفضل والإنجاز الكبير، فلن نبرح هذا المكان مادمنا نستطيع أن نقدم الخير لأهلنا وشعبنا التي تقطعت بهم السبل.

إننا نوجه نداء عاجلًا لأصحاب الضمائر الحية في العالم أجمع، هلمّوا معنا نشارك ونقتسم الخير، فأهلنا بانتظارنا وحجم المعاناة كبير، فمدوا لنا الدعم لنساعد أكثر، لنضمد الجراح ونغيث الملهوف.