تقرير ميداني: فلسطينيو سورية في البقاع اللبناني .. بين مطرقة الجبال وسندان الإهمال
تعاني العائلات الفلسطينية النازحة من سورية إلى جبال البقاع اللبناني، أوضاعا معيشية صعبة من حيث طبيعة المكان الجبلية الوعرة والباردة، والإهمال من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، والحكومة اللبنانية، ومنظمة التحرير و الفصائل والمؤسسات الفلسطينية.
ويعيش قرابة ( 2060) عائلة في منطقة البقاع الممتدة بين سلسلة جبال لبنان الشرقية والغربية، حيث يعانون أزمة حقيقية من حيث طبيعة المكان الجبلية وظروف المناخ الباردة شتاء والحارة صيفا، حيث يجبر اللاجئون على السكن في هذه المناطق الوعرة بسبب انخفاض أسعار إيجارات المنازل مقارنة بالمناطق في المدن اللبنانية، حيث يصل إيجار المنزل هنا إلى (150) $، وفي المخيمات الفلسطينية يزيد عن 300 $.
كذلك يعاني اللاجئون الفلسطينيون من قلة المياه وصعوبة الحصول عليها، حيث يجبرون على التنقل لمسافات بعيدة ليحصلوا على المياه.
أيضا ارتفاع اسعار الكهرباء، دفع بالأهالي إلى الاستغناء عن الكهرباء والعودة إلى الطرق البدائية في الإنارة وطهي الطعام وحتى التدفئة.
ويعاني سكان هذه المنطقة من النقص الحاد في مواد التدفئة ( المازوت )، وذلك نظرا لارتفاع أسعارها، مقارنة بعدم توفر فرص العمل وانخفاض الأجرة في حال توفر العمل بحيث لا يستطيع اللاجئ الفلسطيني في البقاع خصوصا ولبنان عموما تأمين مستلزمات الحياة الأساسية.
كما لا تتوفر سيارات لنقل المرضى من البقاع الى المدن اللبنانية، مما يزيد من معاناة اللاجئين خاصة في حالات الضرورة مثل المرض وحالات الاسعاف، علاوة عن ارتفاع أجرة النقل والعلاج، في حين تقدم الأونروا مساعدات مالية بالكاد تسد حاجة اللاجئين المعيشية.
ويشتكي اللاجئون الفلسطينيون النازحون من سورية إلى لبنان من الإهمال، الذي يمارس بحقهم، خاصة منهم في المناطق الجبلية والمخيمات التي تعاني ظروفا معيشية قاهرة.
ويشير تقرير صادر عن مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، أن عام 2015 كان الأسواء على فلسطينيي سورية في لبنان والبالغ عددهم (42) ألف لاجئ، بسبب التراجع الحاد في العمل الإغاثي والمشاكل القانونية والأمنية التي شهدتها بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان.
كما يشكل الوضع القانوني لفلسطينيي سورية في لبنان، أزمة حقيقية خاصة لدى الطلاب الراغبين بالتقدم للثانويات والجامعات، حيث اعتقل الأمن اللبناني العشرات من فلسطينيي سورية بحجة عدم وجود إقامات قانونية، والتي تعتبر من أبرز العقبات التي تواجه الفلسطينيين النازحين من سورية إلى لبنان.
في حين كان للعواصف الثلجية التي ضربت لبنان أثر بالغ على واقع فلسطينيي سورية وخاصة منهم في المناطق الجبلية والخيام، حيث لاقى اللاجئون صعوبات جمة في مواجهة البرد القارس وخاصة الأطفال وكبار السن الذين أصيبوا بنوبات الربو وضيق التنفس.
كما يشكل قطع وكالة الأونروا المساعدات بكافة أشكالها عن فلسطينيي سورية بلبنان، يشكل منعطفا خطيرا يهدد حياة الألاف من الفلسطينيين النازحين من سورية، يترتب عليه توقف العلاج والدراسة، والدفع باللاجئين إلى الهجرة إلى تركيا ومن ثم المخاطرة بركوب البحر والوصول إلى أوروبا.
وكذلك لا تقدم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أية مساعدات للفلسطينيين النازحين من سورية في منطقة البقاع ولبنان عموما، بحجة أنهم تحت وصاية الأونروا مما انعكس ايضا على حال اللاجئين.
وكانت حملة الوفاء الأوروبية زارت مؤخرا منطقة البقاع، وقدمت مساعدات عاجلة للأهالي شملت مادة المازوت للتدفئة ومواد غذائية.
14-1-2015