(قصة إنسانية ) صباح .. تعيش بصمت في قبر مقفر .. هل من مغيث ؟
صباح بطلة الحكاية، والصباح موعدنا مع قصتها، بينما تتفقد حملة الوفاء الأوروبية أحوال الناس في الجنوب التركي، تتحسس جراحهم وتتلمس ألامهم، وإذ بالجار الجنب، يقص علينا حكاية صباح، هذه المرأة الخمسينية، التي هجرت أرض الشام، بعد أن فارقت عائلتها الحياة.
هنا في تركيا وتحديدا في أنطاكيا، ضمن غرفة أشبه بالقبر، بين ثنايا المطر المتدفق من السقف والجدران، ولسعات البرد القارس المنبعث من فرشة نومها المهترئة، من تحت أكوام الحجارة المنتشرة بين ثنايا الغرفة الصغيرة، وشباك كاذب بلا زجاج.
صباح التي لم يحالفنا التوقيت بلقاء هذه المرأة الصابرة، هي التي تغادر قبرها مع شروق الشمس، تجاهد باحثة عن لقمة العيش، هكذا حتى مغيب الشمس.
صباح ما أن تعود إلى قبرها، خائرة القوى، منهكة الجسد، تتلقفها فرشة تسبح في مياه المطر، وأغطية تزيد من مرارة العيش، لتقضي ليلتها حتى الصباح، وتنطلق مجددا تعارك هموم الحياة…
هي أمانة في عنق من يستطيع أن يعبد حياة صباح بالنور والضياء، وأن يجعل من القبر حياة لصباح…